Search Icon

بمناسبة عيد الجيش… الرئيس عون يكشف عن مبادرة تفاوضية: حصر السلاح ووقف الاعتداءات

منذ 20 ساعة

سياسة

بمناسبة عيد الجيش… الرئيس عون يكشف عن مبادرة تفاوضية: حصر السلاح ووقف الاعتداءات

الاحداث - وجّه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون كلمة من وزارة الدفاع، لمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش اللبناني، تحية تقدير واعتزاز للمؤسسة العسكرية، مؤكّدًا من وزارة الدفاع أنّ الجيش يبقى المؤسسة الوطنية الجامعة التي يلتف حولها اللبنانيون، رغم كل التحديات والضغوط.

وقال الرئيس عون: "أيها الجيش الأبيّ، اليوم عيدك، فافتخر! لأن لا مؤسسة لبنانية قدّمت التضحيات وصمدت بوجه الفساد والضيق كما فعلت أنت. انهار الاقتصاد، واستبيحت الحدود، ولم تنهَر... ولم تستسلِم".

وفي خطاب شديد اللهجة، وجّه الرئيس عون انتقادات مباشرة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، مشدّداً على أن "إسرائيل انتهكت السيادة آلاف المرات منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، ورفضت إطلاق الأسرى أو الانسحاب من الأراضي المحتلة"، كاشفاً أن لبنان تقدّم، بالتوافق مع رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بمسودة تفاهم أميركية جرى تعديلها لتطرح أمام مجلس الوزراء خلال أيام، وتتضمّن ثمانية مطالب محورية أبرزها:

  1. وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية.

  2. انسحاب إسرائيل الكامل إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليًا.

  3. حصر السلاح بيد الجيش اللبناني فقط، بما يشمل سلاح حزب الله.

  4. تأمين دعم مالي سنوي للجيش بقيمة مليار دولار لمدة عشر سنوات.

  5. عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان.

  6. ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا.

  7. حلّ مسألة النازحين السوريين.

  8. مكافحة التهريب والمخدرات ودعم الزراعات البديلة.

وأكد عون أن هذه البنود "لا يمكن لأي لبناني مخلص إلا أن يتبنّاها، حفاظًا على السيادة ووحدة الأرض والشعب، ولإعادة بناء الثقة بدور الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش".

كما أشاد الرئيس بتضحيات المؤسسة العسكرية، مستذكرًا الشهيد المقدّم محمد فرحات، الذي "سقط شهيدًا ببطولةٍ نادرة بعدما وقف وجهًا لوجه أمام المحتل"، مشددًا على أن "كل شهيد هو ذخيرة لمستقبل وطنٍ عصري يليق بأبناء لبنان".

وعن الحكومة، لفت الرئيس عون إلى أن "الرئيس نواف سلام شكّل حكومة كفاءات أعطت الأولوية لإعادة بناء الثقة بالقضاء، وضبط الأمن، وتحضير ملفات الإعمار"، مؤكدًا أن التشكيلات القضائية سيتم توقيعها فور ورودها، وأن العدالة بدأت تستعيد دورها في قضايا كبرى، منها انفجار مرفأ بيروت.

وأضاف: "لقد تعبنا من حروب الآخرين على أرضنا، ومن المغامرات. آن الأوان لحصر السلاح بيد الدولة وحدها، وبناء مؤسسات تحفظ الكرامة والسيادة. ليس هناك من سلاح أضمن من سلاح الجيش، ولا من قيادة أصدق ولاءً للبنان".

ودعا رئيس الجمهورية جميع القوى السياسية إلى "مقاربة حصرية السلاح بمسؤولية وطنية، وتفويت الفرصة على من يريد إغراق لبنان في حرب مستدامة"، قائلاً: "ندائي إلى من واجهوا العدوان... أن يكون رهانكم على الدولة وحدها، وإلا سقطت تضحياتكم وسقط معها الوطن".

وقال: عملنا على إعادةِ لبنانَ الى محيطِه العربي والمجتمعِ الدولي. من خلال الزياراتِ التي قمتُ بها الى عدةِ دولٍ أجنبية وعربية، أعادتِ البحثَ في إحياءِ اتفاقياتٍ نائمة. كما أدّت الى إعادةِ فتحِ سفاراتٍ، أو تعيينِ سفراءَ معتمَدين في بيروت، وعودةِ سيّاحٍ، عربٍ وأجانب. 

وأضاف: وفي هذا المجال تلقينا مبادرةً مشكورةً من الأخوة السعوديين، للمساعدةِ على تسريعِ الترتيبات الضرورية لاستقرارِ الحدودِ بين لبنانَ وسوريا. فلبنانُ حريصٌ على بناءِ علاقاتٍ ممتازة مع الجارةِ سوريا، لمصلحةِ كلا البلدين. فازدهارُ واحدِنا هو من ازدهارِ الآخر. تماماً كما كلُ ألمٍ مشتركٌ بيننا.

وكرر: أيها الجيش اللبناني الأبيّ،
‏لقد دفعتُ الكثيرَ من رصيدي الشعبي، كي أُجنّبَك وأجنّبَ الشعبَ اللبناني حروباً أو صراعاتٍ عبثية. ولكنَّ ساعةَ الحقيقة بدأت تدق. فالمنطقة من حولِنا في غليانٍ، وهي تتأرجحُ بين حفةِ الهاوية وسُلّمِ الازدهار. فعلينا اليومَ أن نختارَ،  إما الانهيار، وإما الاستقرار.

كما كشف أنه "أنا اخترتُ العبورَ معكم، بوطنِنا لبنانَ نحو مستقبلٍ أفضلَ لجميع أبنائِه. 
‏معاً، لن نُفرِّطَ بفرصةِ إنقاذِ لبنان. ولن نتهاونَ مع من لا يعنيه إنقاذٌ، أو لا يَهمُه وطن.  
‏معاً، نريدُ حفظَ كرامةِ كلِ لبناني. وصونَ قضيةِ كلِ شهيد. 
‏معاً نريدُ استعادةَ دولةٍ تحمي الجميع. 
‏فلا تستقوي فئةٌ بخارجٍ، ولا بسلاحٍ، ولا بمحورٍ، ولا بامتدادٍ ولا بعمقٍ خارجي ولا بتبدّلِ موازين. 
‏بل نستقوي جميعاً بوحدتِنا ووفاقِنا وجيشِنا، وأجهزتنا الأمنية لمواجهةِ أيِ عدوانٍ كان. 

وأكد أنه "نريد استعادةَ دولةٍ، هي خُلاصةُ إراداتِنا، وتجسيدٌ لميثاقِنا، وثمرةُ تضحياتِنا. وهي وحدَها التي تحمينا.
‏إن الاستحقاقَ داهمٌ والمسؤوليةُ شاملة. 
‏وطالما أن اللبنانيين معكم، مع صلابةِ إرادتكم، وحكمةِ قيادتِكم، انا واثقٌ بأنّ مشروعَ الدولة سينتصر!
‏فابقَ أيها الجيش على أُهبةِ الاستعدادِ للدفاعِ عن لبنانَ وعن حياةِ شعبِه ومصالحِ أهاليه. وأنا لا أنتظرُ من المكوّناتِ السياسية في مجلسيْ النوابِ والوزراء، إلاّ الإصطفافَ خلفَك في مهمتِك التاريخية. لكي نترحّمَ في عيدِ تأسيسِك، على المؤسِسِ الرئيس فؤاد شهاب. لا أن يترحّمَ علينا العالمُ متفرّجاً."


‏وختم: لذا كلّي ثقةٍ بحكمةٍ رجالاتِ ونساءِ بلادي. من قادةِ الأحزابِ والنوابِ والوزراء، والمرجعياتِ الدينية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والثقافية وغيرها، ومن كلِ لبنانيٍ حرٍ حريص، بأنْ نتخذَ معاً، بشجاعةٍ ومسؤولية، قراراً تاريخياً، يقضي بتفويضِ جيشِنا الوطني وحدَه، حَملَ السلاحِ عنّا كلِنا، وحمايةَ الحدودِ عنّا جميعاً. فشرعيّتُنا من شرعيّةِ جيشِنا. وكرامتُنا من كرامته. 
‏فالعيدُ لن يكتملَ إلاّ باكتمالِ التحرير. والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بإنجازِ الترسيم. والعيدُ لن يكتملَ إلاّ بحصريةِ سلاحِك، والمباشرة بالإعمار، ليتصالحَ لبنانُ مع دورِه ورسالتِه.
‏المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. 
‏عاش الجيش .
‏ عاش لبنان.