الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: رغم الهدوء الحذر الذي سيطر على محاور القتال في محافظة السويداء منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الاثنين "خروقات للاتفاق"، تمثلت بـ"إطلاق قذائف وهجمات بطائرات مسيّرة من قبل مسلحي العشائرعلى" محاور عدة في شمال مدينة السويداء. وقال المرصد إن قوات الأمن السوري رفعت سواتر ترابية تفصل بين أطراف بلدة بصر الحرير في درعا ومدينة السويداء ومحاور أخرى في ريف المدينة الغربي، بينما تجوّل خلفها عدد من العناصر، وبجانبهم عدد من مقاتلي العشائر بملابسهم التقليدية وأسلحتهم الخفيفة. وقد توزعوا تحت الأشجار وعند جانبي الطريق.
وكانت المساعدات الإنسانية بدأت تصل الى السكان، مع دخول قافلة من الهلال الأحمر السوري إلى مدينة السويداء، توازياً مع انتشار عناصر الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة. كما بدأت عمليات نقل العائلات المحتجزة الى مناطق إيواء آمنة أقيمت في محافظة درعا، حيث تم إجلاء حوالي 1500 شخص، بالتنسيق مع الهلال الاحمر السوري.
إلى ذلك لا تزال عشرات الجثث في مستشفى السويداء الوطني بانتظار التعرف إلى هوية أصحابها، وفق مسؤول طبي في الطبابة الشرعية في المستشفى، حيث قال: "سلمنا 361 جثة الى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية".
وأفادت إدارة المستشفى عن أن جثثا مجهولة الهوية لا تزال تتكدس في شوارع ومنازل المدينة، داعية إلى الاسراع في عملية سحبها، بعد مضي أيام على مقتل أصحابها.
الرئيس عون يشيد بجهود جنبلاط وشيخ العقل
في سياق منع انتقال تداعيات احداث السويداء الأليمة على لبنان واستكمالا للاتصالات والخطوات التي اجراها وقام بها الرئيس وليد جنبلاط وسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى لتحصين الساحة الداخلية، ثمن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، "المواقف العقلانية لكل من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى والرئيس وليد جنبلاط، ورؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، التي ساهمت في تخفيف التوترات وابعاد لبنان عن الصراع من حولنا."
وأكد وجوب "توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية لابعاد لبنان عن الصراع من حولنا"، وشدد على ان هدفه هو "سلامة البلد وعدم المخاطرة باندلاع حرب، فلا قدرة لاحد على تحملها"، أضاف "يجب توحيد الجهود من قبل اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسؤولية، وهي فرصة لحماية لبنان، على غرار ما حصل خلال الحرب بين إسرائيل وايران، حيث بذلنا جهودا لابقاء لبنان بعيدا عن هذه الحرب".
جولة براك
من جهتها تصدرت زيارة المبعوث الأميركي السفير توماس برّاك إلى لبنان على غيرها من الأخبار، التي تنشغل فيها الأوساط السياسية وفي مقدمتها منع تدحرج تداعيات الأحداث الدامية في السويداء السورية على لبنان، مرورا بانطلاق عجلة ملاحقة الفاسدين ومكافحة ملفات الفساد من بوابة المجلس النيابي مع قرار تحديد موعد الجلسة النيابية لرفع الحصانة النيابية عن وزير الصناعة السابق جورج بوشكجيان، وصولا الى الغاء المادة 112 من قانون الانتخابات النيابية.
فالمبعوث الأميركي الذي سلمه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون "مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان"، والذي خلا من اي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة وتمسك بضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي الجنوبية التي تحتلها، كرر موقف بلاده في شأن حزب الله واسرائيل، مؤكدا ان نزع سلاح حزب الله مسألة داخلية وان واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت وايضا ان بلاده لا يمكنها ارغام اسرائيل على شيء.
الموفد الأميركي الذي ارتبط إسمه بملف حصر سلاح حزب الله بيد الدولة في لبنان، يمسك بيده الأخرى ملف حصر سلاح الفصائل المسلحة في سوريا بيد الإدارة الجديدة، حيث كان حاضرا على صياغة إتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، زار السرايا الحكومي برفقة السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، والتقى الرئيس نواف سلام بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا، كما كانت له محطة خاصة في كليمنصو مع الرئيس وليد جنبلاط وأعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي، قبل أن يلتقي في السفارة الأميركية بعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية، وعلمت الأنباء من صادر موثوقة، أن كلام براك الدبلوماسي أمام الإعلام، تضمن كلاما أكثر تشددا أمام من التقاهم من المسؤولين لضرورة الانتقال من المواقف النظرية الى الخطوات التنفيذية ان بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة او الشروع في الإصلاحات أو في ترسيم الحدود مع سوريا.
وقال برّاك من السراي: مسألة نزع سلاح "حزب الله" داخليّة وبالنسبة لأميركا "الحزب" منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. واردف: لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، معلنا "اننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان". واشار الى ان "إن لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً مخيباً للآمال".
ومن المقرر ان يلتقي الموفد الأميركي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما سيلتقي غدا الأربعاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما سبق ان التقى قائد الجيش والمطران الياس عودة.
وسط هذه الاجواء، وفي خطوة تؤكد دخول لبنان خطوة جديدة على طريق الإصلاح من بوابة مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ترأس رئيس مجلس النواب في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل النيابية. للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشكجيان. علما بأنّ بوشكجيان غادر عبر قبرص الى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه في مجلس النواب وهو يحمل الجنسية الكندية.
وبحثت الجلسة أيضاَ في ملف مؤجل منذ أكثر من سنتين تقريبا، يتعلق بتأليف لجنة تحقيق برلمانية بملف وزارة الإتصالات. حيث تم الاتفاق على عقد جلسة للهيئة العامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء في 23 الحالي، والتي لها الحق في اتخاذ القرار المناسب، وهذا ليس قراراً إتهامياً ولا يعني أن هناك احدا مذنبا، فالقضاء اللبناني وحده المخول بالمحاكمة والإدانة من عدمها..