Search Icon

أسبوع الحسم... لبنان في انتظار بارك و«الرد»
جولة جنوبية لبراك وأورتاغوس الى نيويورك
الدفعة الأولى من الفيول الكويتي تصل الى لبنان

منذ 7 ساعات

من الصحف

أسبوع الحسم... لبنان في انتظار بارك و«الرد»
جولة جنوبية لبراك وأورتاغوس الى نيويورك
الدفعة الأولى من الفيول الكويتي تصل الى لبنان

الاحداث- كتبت صحيفة الديار تقول:"لا يزال لبنان، الوفي لمصيره الأبدي، يتخبّط في أزمته السياسية والاقتصادية مع تكشّف خيوط نسيجية معقدة من الشلل السياسي والكارثة الاقتصادية والتوترات الأمنية خلال الأسبوع المنصرم. واليوم يقف لبنان، الذي لطالما كان نسخة مصغّرة للتنافسات الجيوسياسية والعلاقات المتوترة بين القوى الإقليمية والدولية، أمام تقاطع فوضى عارمة، حيث لا تنفصل الخيارات الداخلية عن توازن القوى الإقليمية، وبالتالي سواء في أروقة بعبدا، أو السراي، أو في مخيمات اللاجئين، أو على الحدود، لا يزال لبنان يبحث عن موطئ قدم وسط صراع المصالح والانقسامات الداخلية.

حصرية السلاح
الحدث السياسي الأبرز خلال الأسبوع المنصرم، كان تزايد الاهتمام بحصرية السلاح، ويمكن القول إنها رد فعل على خطوة أميركية، تتضمن عرضًا معلنًا بتقديم مساعدة دولية، على شكل معونات وتمويل لإعادة الإعمار.

المؤشرات على تنامي التحرك لهذه الخطوة تكمن بالدرجة الأولى في زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السراي الحكومي، وفي سلسلة الاجتماعات التي عقدها مستشار رئيس الجمهورية أندريه رحال مع العديد من الجهات، بمن فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد والرئيس نبيه برّي. إلا أنه وعلى الرغم من هذا التنامي، ترى مصادر مطّلعة لجريدة «الديار» أن المسألة لا تزال معقدة وأن «حزب الله سيعتبر قرار الحكومة كأنه غير موجود»، ومع تصريح الحزب بأنه لن يتخلّى عن قدراته الرادعة ما دامت إسرائيل تحتلّ أراضي لبنانية وتعتدي على لبنان من خلال الاغتيالات والغارات التي تتمّ بوتيرة شبه يومية.

مشهد يؤكّد، بحسب المصادر، وجود معضلة في إيجاد مخرج للأزمة. هذا ويتوقع ان يصل السفير توم برّاك إلى لبنان غدًا لإبلاغ السلطات اللبنانية بنتائج مسعاه مع «الإسرائيلي». وبحسب المصادر نفسها، يسعى برّاك إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس المحتلّة، بالإضافة إلى هدّنة توقف خلالها اعتداءاتها على لبنان بما في ذلك الغارات والاغتيالات. وفي حال كان الردّ إيجابيًا، وهو ما سيعطي دفعًا للحكومة، تؤكّد المصادر أن الرئيس برّي ومن خلفه حزب الله سيكونان أكثر انفتاحًا على الخطّة الحكومية، حيث من المتوقّع أن يكون هناك خطوة مقابل خطوة. وتُضيف المصادر، أنه في حال كان هناك خطوات ملموسة إضافية من قبل الجانب اللبناني، سيكون هناك تحرير لمساعدات مالية تسبق الإصلاحات الاقتصادية، وذلك بهدف إثبات جدّية الطرح الأميركي. أمّا في حال كان الردّ سلبيًا، فتتوقّع المصادر أن يكون هناك ارتفاع في وتيرة المواجهة تبدأ برفع مستوى الخطاب السياسي، ومن ثمّ تتطوّر إلى مستويات مختلفة.

الرئيس عون
وامس أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال استقباله عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود، على «أهمية التجديد لقوات «اليونيفيل» في الجنوب، إلى حين تطبيق القرار 1701 كاملًا، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دوليًا».

وخلال لقائه الوفد الأميركي، شدّد الرئيس عون على أنّ «لبنان بانتظار ما سيحمله الموفد الأميركي توم باراك و(الموفدة السابقة) مورغان أورتاغوس من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات». ولفت إلى أنّ «لبنان لم يتبلغ رسميًا أي شيء مما تم تداوله في الإعلام حول نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب».

من جهته، هنأ عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود الرئيس عون على قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا جهوزية الإدارة الأميركية لدعم لبنان في مسعاه لتحقيق الاستقرار والنهوض الاقتصادي.

زيارة براك
وفي المعلومات، فان الموفد الاميركي الذي يصل الى بيروت، برفقة مورغان اورتاغوس، سيجمعهما عشاء مع عدد من النواب، في احد مطاعم وسط المدينة، على ان تغادر بعدها اورتاغوس الثلاثاء الى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الامن للتمديد لقوات الطوارئ الدولية، في وقت انجزت فيها الترتيبات لزيارة تفقدية يقوم بها براك الى قطاع جنوب الليطاني للاطلاع على الوضع عن كثب، ومعاينة مدى التقدم الذي احرزه الجيش اللبناني ميدانيا، على صعيد تنفيذ مهمته.

ارجاء جلسة مجلس الامن
ففي وقت كان لبنان يترقب جلسة مجلس الامن الاثنين المقبل لتحديد مصير وجود قوات اليونيفيل في لبنان بين التجديد لها سنة اضافية او عدمه ، جاء خبر إرجاء الجلسة الى موعد غير محدد، رجح ان يكون يوم الاربعاء او الجمعة على ابعد تقدير، وهو ما رأت فيه مصادر متابعة، انعكاسا لعمق الانقسام العمودي بين الاعضاء واستحكام التجاذبات بين محور المؤيدين للتجديد ورافضيه، رابطة بين الارجاء ونتائج حراك الثنائي برّاك - اورتاغوس في ما يتصل بالرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الاميركية في اطار سياسة الخطوة مقابل خطوة، بعد قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.

الاعتداءات الإسرائيلية
على الصعيد الأمني، لا تزال الاعتداءات الإسرائيلية وخرق السيادة اللبنانية مستمرّة، فقد أسفرت غارة جوية إسرائيلية في الجنوب عن استشهاد شخص. وأفادت «الوكالة الوطنيّة» عن تحليق للطيران الإسرائيلي في قرى البقاع الشمالي على علو متوسّط وتحليق لمسيرات إسرائيلية في أجواء البيسارية وجوارها، وذلك بشكلٍ مُكثّف. وهو ما يُثير الرعب لدى المواطنين، وقد يؤدّي استمرار هذه الاعتداءات إلى تفاقم الأمور وحصول مواجهة شاملة من جديد، بخاصة إذا فشلت المبادرات الديبلوماسية لتهدئة التوترات.

قائد الجيش
إلى هذا قدّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل التعازي لعائلتي عسكريّين شهيدين في بلدتي حي الفيكاني في زحلة، ومجدلون في بعلبك، كانا قد استشهدا في حادث مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين في الجنوب. وأشاد قائد الجيش بـ «مهنية الشهيدَين ومناقبيتهما وانضباطهما، واستعدادهما للتضحية حتى الشهادة»، مؤكدًا أن عناصر المؤسسة العسكرية «ينفذون مهمات معقدة ودقيقة على امتداد مساحة الوطن، لا سيما في الجنوب حيث تواجه الوحدات العسكرية أخطارًا متنوعة، وتعمل في ظروف صعبة وسط استمرار الاعتداءات من جانب العدو الإسرائيلي». وأضاف هيكل، «الجيش هو الحصن المنيع وخط الدفاع الأوّل بالنسبة إلى جميع اللبنانيين، وإن صمود الجيش هو أحد أهم عوامل صمود الوطن.»

موقف نوعي
في المواقف ايضاً، أشار رئيس» التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء الزهراني الى أن «البعض يطالب بما تريد اسرائيل ولا يطالب بأن توقف الاعتداء على ارضنا وأن تقدم الضمانات». اضاف متوجهاً للسلطة: «تقدمون التنازلات ولا تأخذون أي شيء بالمقابل وتعطون ذريعة لعدم تسليم السلاح ليخطئ من جديد ويكلفنا خطر الحرب والتهديم». وتساءل: «أين الحكومة ولماذا لا تتحدث باعادة الاعمار كما تتحدث بتسليم السلاح؟!»

وتابع نريد «اجراء حوار حقيقي ووضع استراتيجية دفاعية». وقال: نحن معكم لتسليم السلاح وليس للقيام بمسرحيات ونحن معكم لتكليف الجيش مهمة يستطيع فعليا القيام بها وتؤمنون لها بالسياسة ظروف النجاح، وليس ارساله الى الهاوية ليفشل لأنكم أخذتم قراراً ونريده ان ينجح، ولكن الكارثة ان تأخذوا قراراً وتنفذوه بطريقة تؤدي الى وقوع حرب أو لا تنفذوه وتفقدوا هيبة الدولة من جديد.

وعن نزع السلاح الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، تساءل: «على من تضحكون؟ أهكذا تريدون استلام السلاح الفلسطيني؟». وأضاف: اذا بهذا الشكل تريدون استلام سلاح «حزب الله» فـ«الله يوفق، مبلشين منيح».

الجامعة العربية
في هذا المجال ايضا، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن زيارته إلى بيروت تأتي في إطار دعم الجامعة العربية لتوجهات الدولة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل الأراضي وحصر السلاح بيدها، حيث اكد أن «قرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش إعداد خطة لتنفيذ مبدأ حصرية السلاح يتوافق بالكامل مع قرارات القمم العربية»، وأضاف: «إذا تم عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش، فإن الجامعة العربية سترحب بالمشاركة فيه، وتسعى لخلق زخم مطلوب لدفع الدول الداعمة إلى تقديم ما يلزم من مساعدات دعمًا لاستقرار لبنان وحفاظًا على سلامة أهله».

الفيول الكويتي
وامس أعلن المكتب الإعلامي لوزير الطاقة جو الصّدي، أنّه «رست في المياه الاقليمية اللبنانية أول ناقلة نفط من ضمن عرض دولة الكويت الذي ينص على تزويد لبنان بكمية 132 ألف طن متري من الغاز أويل لزوم إنتاج معامل مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تكون 66 ألف طن منها هبة. ما يعني عمليًا ان الكمية المعروضة هي بنصف سعرها، وبطبيعة الحال اقل بكثير من اي سعر آخر قد يعرض».

وقال: «بناء على قرار الوزير جو الصّدي بعدم تكبيد لبنان اي ديون إضافية وتحميل اللبنانيين المزيد من الاعباء المالية، سيسدّد ثمن النفط الكويتي من جباية مؤسسة كهرباء لبنان».

وأضاف مكتب الصدي: «إننا وإذ نتوجّه بجزيل الشكر من دولة الكويت على مساهمتها في تسهيل إنتاج الكهرباء، نؤكد ان هذه الخطوة غير مستغربة من الكويت التي لطالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه في أحلك الظروف».
الوضع الاقتصادي وانعكاسه على التعليم
لا تزال الأزمة الاقتصادية والمالية تطال الدولة والشعب. وإذا كان الحديث عن تحسّن في مالية الدولة قد احتلّ وسائل الإعلام، أتى نفي صحة هذا الكلام من وزيرة التربية التي أكدّت أن التعليم هذا العام سيكون على أربعة أيام في الأسبوع بسبب الوضع المالي للدولة.

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة «ذا ناشيونال»، فإن الوضع في قطاع التعليم اللبناني يمرّ في أصعب أيامه مع إجبار آلاف العائلات على نقل أطفالها من مدارسهم الخاصة – بسبب رفع الأقساط – إلى مدارس حكومية تُعاني أصلًا من ركود بحسب ما أكدّته وزيرة التربية. ويقول مرجع اقتصادي كبير لجريدة الديار، أن ما يُحكى عن تصفير في عجز الموازنة أو فائض في الموازنة هو كلام إعلامي لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة. فكلفة الفيول العراقي والتي تخطّت ملياري دولار أميركي لا تدخل ضمن الموازنات، كذلك الدين العام وفوائده التي تتعامل معها الحكومة كأنها غير موجودة.

البنك الدولي
على صعيد آخر، أعلن البنك الدولي عن مشروع جديد لتمويل إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية العامة المتضررة من قبل العدوان الإسرائيلي بقيمة 250 مليون دولار أميركي.

تحركات للعسكريين المتقاعدين
هذا ومن المتوقع، أن يشهد الأسبوع المقبل تحركات للعسكريين المتقاعدين، وذلك على خلفية عدم تلقيهم أي أموال من الحكومة بحسب مرسوم صادر عنها. وبحسب مصادر العسكريين المتقاعدين، هناك غموض حول موعد صرف المنح التي أقرّتها الحكومة، خصوصًا أنه تمّ وقف العمل بالمرسوم بعد الطعن فيه. ويطالب العسكريون بـ 50% من رواتب وأجور العام 2019، إلا أن الوضع المالي الدقيق للحكومة لا يُبشّر بقدرتها على الوفاء بوعودها.

بين الداخل والخارج: لعبة الوقت الضائع
لبنان اليوم أمام مشهد معقد: حكومة تبحث عن تثبيت سلطتها عبر شعار حصرية السلاح، حزب الله يتمسك بموقعه وسلاحه كعنصر ردع، الفلسطينيون في المخيمات أمام اختبار جدّية الدولة، إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية وتضغط عبر المجتمع الدولي، فيما المواطن اللبناني غارق في أزمة كهرباء، انهيار اقتصادي، وانكماش في التعليم.

لبنان على المفترق
الأسابيع المقبلة، وربما الأيام، ستُظهر إن كان لبنان يتجه نحو تسوية مرحلية تنقذه من الانفجار، أم نحو مواجهة جديدة ستكلفه أثمانًا باهظة. الرد الإسرائيلي المرتقب ليس مجرّد تفصيل، بل هو المؤشر الفعلي على وجهة المرحلة: إمّا تهدئة مشروطة، وإمّا انفجار عسكري وسياسي يعيد خلط الأوراق.

الواقع أنّ لبنان لا يملك ترف الوقت ولا رفاهية المماطلة. فكل تأجيل يعني تعميق الانهيار وإضعاف مؤسسات الدولة أكثر فأكثر. من هنا، يبقى السؤال المركزي: هل يستطيع لبنان أن يستثمر في اللحظة الدبلوماسية الراهنة ليترجمها إلى إنقاذ داخلي، أم سيجد نفسه مجددًا رهينة التناقضات والخيارات الصعبة التي تُفرض عليه من الخارج؟

إنها لحظة الحسم، واللبنانيون على موعد مع استحقاق سيحدد إن كان بلدهم ذاهبًا إلى فسحة أمل ولو مؤقتة، أم إلى جولة جديدة من الأزمات التي لم تعد تحتملها لا الدولة ولا الشعب.