Search Icon

لبنان على حافة خيارات كبرى
إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها
المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ

منذ 3 ساعات

من الصحف

لبنان على حافة خيارات كبرى
إستحقاقات ما بعد القرار تفرض إيقاعها
المواقف تتباين والإتصالات لا تهدأ

الاحداث-  كتبت صحيفة "الديار": شهِدَ المشهد السياسي والأمني في لبنان تحولاً لافتاً، بعد إقدام حكومة الرئيس نواف سلام على خطوة، وصفها البعض بأنها الأكثر جرأة منذ عقود، والبعض الآخر رأى فيها خروجا على الميثاقية الوطنية. فالقرار لقي ترحيباً دولياً واسعاً، وصفته عواصم القرار بأنه <بداية تحدٍ حقيقي ومعقد، يتمثل في كيفية ترجمته من ورقة سياسية إلى واقع ملموس على الأرض>. في الُمقابل، إنقسم الشارع اللبناني بين مُؤيّد لهذا القرار وبين مُعارض! وتوالت الإحتجاجات في الضاحية الجنوبية لبيروت على هذا القرار لليوم الرابع على التوالي. وعلت التعليقات من كلا الطرفين، منها ما يدين القرار ومنها ما يُمجّده.

عمليا على الأرض، منع الجيش اللبناني وعلى مرّ الأيام الأربعة، أي إقفال للطرقات وخاصة طريق المطار. إلا أنه في الوقت نفسه صرح أن حرية التعبير مُقدّسة ، وأنه يحق لأي فريق كان التظاهر، مع الحفاظ على الأملاك العامة والخاصة وعدم إقفال الطرقات.

الضغوطات التي تتعرّض لها بيروت لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة، كبيرة جدا! لدرجة أنه تمّ وضع لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما:

• الأول : أخذ قرار حصر السلاح بيد الدولة من قبل الحكومة وتنفيذه، وفي المقابل وعود بإستثمارات كبيرة لإعادة الإعمار ، ودعم الجيش اللبناني، وإنسحاب العدو <الإسرائيلي> من النقاط الخمس المُحتلّة. غير أن الجانب الاميركي رفض حتى الساعة تقديم أي ضمانات نهائية بتنفيذ <الاسرائيلي> الجزء المتعلق بها في اتفاق وقف النار.

• الثاني :عدم الاخذ بالقرار أو عدم تنفيذه، وفي هذه الحالة هناك إحتمالات مُرتفعة لعودة الإعتداءات <الإسرائيلية> بقوّة، مع حصار إقتصادي ومالي (إدراج لبنان على اللائحة السوداء).

وبالتالي، يُحاول رئيس الجمهورية تنفيذ الخيار الأول ضمن نطاق التفاهم مع المكون الشيعي. من هذا المُنطلق، تقول مصادر مُطلعة لـ>الديار> أن <الاتصالات تسارعت بين الرئيسين بعبدا وعين التينة ، بهدف سلوك مسار تفاوضي والتواصل الى اتفاق>.

وترى المصادر أنه <على الرغم من السقوف العالية في المواقف من قبل الجانبين – أي الحكومة وحزب الله، إلا أن التباعد ليس كبيرا، ويُمكن التوصّل إلى صيغة تُرضي الجميع، وهو ما يعمل عليه رئيس الجمهورية>.

على كلٍ، هذه الأجواء يُمكن إستخلاصها أيضا من تصريح نائب رئيس الحكومة طارق متري، الذي قال في حديث تلفزيوني أن < الحوار قائم مع قيادات حزب الله، وأن الخلافات بين الجانبين ليست كبيرة، مع الاتفاق على دعم الجيش>.

شهداء الجيش

إلى هذا، وفي يومٍ حزين في تاريخ لبنان، وصلت مساء السبت جثامين شهداء الجيش اللبناني إلى المستشفى العسكري في بدارو. هؤلاء الأبطال ارتقوا دفاعا عن أرضهم وشعبهم خلال أدائهم واجبهم الوطني. ولف الحزن مُحيط المستشفى في مشهد امتزجت فيه مشاعر الحزن مع الفخر بهؤلاء الأبطال.

وقد تمّ يوم أمس تشييع الشهداء الستة في بلداتهم: الشهيد المؤهّل الأول عباس سلّهب في مسقط رأسه في بلدة رياق البقاعية، والشهيد المجنّد إبراهيم خليل مصطفى في مسقط رأسه في بلدة مجدلون غربي بعلبك، والشهيد المجند احمد فادي فاضل في الغبيري- بعبدا، والشهيد المجند محمد علي شقير من الليلكي- بعبدا، والشهيد المجند هادي ناصر الباي في بلدته صور، والشهيد المجند يامن الحلاق في بلدته قرحة - عكار.

تحدّيات قرار حصر السلاح

يقول مصدر وزاري لـ<الديار> أن <لا عودة عن قرار الحكومة حول حصر السلاح>. ويُضيف المصدر أن <جوهر التحدي لا يكمن في إرادة الدولة غير القادرة على مواجهة رغبة المُجتمع الدولي، بل في آليات التطبيق في منطقة لطالما كانت مسرحاً لتجاذبات إقليمية وتوترات داخلية>.

ويُشدّد المصدر على <أن القرار الحكومي، وفي ظل الإطار الجيوسياسي القائم، جعل من المستحيل فصل الملف الأمني عن المسار السياسي، ولا يمكن حسمه بالكامل دون توافق داخلي وخارجي>. وبحسب المصدر الوزاري ان <المسار السياسي هو المُفضّل لدى الجميع، وتعمل عليه كل الأطراف، حيث هناك إتصالات سياسية وديبلوماسية مكثفة تجري بعيداً عن الأضواء، بهدف إحتواء الغضب في الشارع الشيعي، الذي عبر عن رفضه للقرار>.

ويُضيف المصدر <حزب الله يُريد الدوّلة، وإذا كانت التصريحات الحادّة قد صدرت عن قيادات في حزب الله، إلا أن هذه التصريحات تهدف قبل كل شيء إلى إيجاد صيغة توافقية، مقابل ضمانات دولية وإقليمية>. ويُضيف المصدر <الهمّ الأساسي بالنسبة لحزب الله ، هو إنسحاب <إسرائيل> من المواقع المُحتلّة، ووقف الإغتيالات وإطلاق سراح الأسرى، بالإضافة إلى إعادة إعمار الجنوب>.

الجدير ذكره، أن العديد من المراقبين يتخوّفون من فشل الاتصالات في إيجاد الصيغة الملائمة، وهو ما سيؤدّي إلى سيناريو أكثر تعقيدا لا تُحمد عقباه، وهو ما تريده <إسرائيل> بشكل أو بآخر.

التجديد لقوات <اليونيفيل>

يتخوّف لبنان من أن يأخذ التجدّيد لقوات حفظ السلام من الجنوب منحى آخر، خصوصا مع الرغبة الأميركية في التجديد لهذه القوات تحت الفصل السابع. وهو أمرٌ إن حصل، سيؤدّي إلى تعقيدات كبيرة لبنان بغنى عنها، خصوصا أن الاتصالات بين لبنان وشركائه الدوليين لم تتوقّف حتى في أحلك الظروف، وقادرة على إيجاد تقاطع بين مُختلف المواقف.

وتُشير مصادر مواكبة للملف إلى أن <التجديد لليونيفيل تحت الفصل السابع، يُعتبر عملاً تصعيدياً، خصوصا أن الجيش اللبناني قادر ويقوم بإستلام زمام الأمور في الجنوب. وإذا لم يتمّ التجديد لليونيفيل، فإن هذا الأمر سيترك المجال للعدوان <الإسرائيلي> كما يحصل في غزّة>.

<إسرائيل> توسّع من إعتداءاتها

كشفت مصادر صحافية وتقارير إستخباراتية، عن استمرار جيش العدو <الإسرائيلي> في بناء وتوسعة شبكة تحصيناته العسكرية خارج حدوده المعترف بها، في خطوة تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة مع جيرانه لبنان وسوريا وقطاع غزة. وتأتي هذه التطورات على الرغم من إتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.

وقد عمد جيش العدو في الأيام الماضية إلى تحصين موقع عسكري جديد جنوب بلدة العديسة، يُضاف إلى المواقع الخمسة المُحتلّة. وبحسب مُحلّلين عسكريين، فان <إسرائيل> تهدف إلى إنشاء مناطق عازلة على الحدود مع الدول المجاورة، ومنع تواجد عناصر مُسلّحة قربها.

جابر من النبطية

وفي احتفال أقيم ببلدية النبطية لإفتتاح <بيت المغترب اللبناني>، رعى وزير المالية ياسين جابر الفعالية، التي نظمها المجلس القاري الإفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. وإستهل جابر كلمته بمشاعر حزن عميق، معزياً بـ <دماء شهداء الجيش اللبناني> التي سالت في الجنوب، وداعياً بالشفاء العاجل للجرحى.

ووجّه الوزير جابر تحية إجلال إلى قيادة وضباط وأفراد الجيش اللبناني، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية هي <الرهان الدائم لحماية ليس الجنوب وأهله وحسب، بل كل لبنان من أقصاه إلى أقصاه>، ومشدداً على دورها <في بسط السيادة الكاملة على الحدود وحماية كرامة أبناء الوطن>. وربط بين تضحيات الجيش وصمود الجنوبيين التاريخي في مواجهة الاحتلال <الإسرائيلي>.

وعلى الرغم من غيابه عن جلستين لمجلس الوزراء، أكد جابر على مواقفه الثابتة، معتبراً أن حماية الشعب والوحدة الوطنية هي <أساس الأسس>. كما جدد التأكيد على <أن الأولوية القصوى للحكومة هي بناء الدولة وتقوية مؤسساتها، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، مع التشديد على حصرية السلاح بيدها، وهو ما نص عليه البيان الوزاري>.

ودعا جميع اللبنانيين إلى <مواقف صادقة ونوايا طيبة للعمل يداً بيد لبناء الدولة>، محذراً من أن <الانقسامات قد تؤدي إلى تشظي البلاد>. كما وجه تحية لرئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيداً بحكمتهم ودورهم في تجنيب لبنان الانزلاقات.