Search Icon

المجلس الثقافي في عجلتون: زياد الرحباني ترك ذاكرة لا تُمحى

منذ يوم

فنون ومنوعات

المجلس الثقافي في عجلتون: زياد الرحباني ترك ذاكرة لا تُمحى

الأحداث - نعى المجلس الثقافي في بلدة عجلتون - قضاء كسروان اليوم الأحد "بقلوب يعتصرها الحزن، ووجدان مثقل بالفقد، إلى الشعب اللبناني والعالم العربي، رحيل الفنان والمفكّر الكبير زياد الرحباني، الذي غاب عن دنيانا تاركاً إرثاً لا يُقاس، ووجعاً لا يُوصف، وذاكرةً لا تُمحى".وأضاف في بيان: "في رحيل زياد، لا نودّع مجرّد فنان، بل نودّع ضميراً حيّاً، وصوتاً صادقاً، وموقفاً لا يلين من خلال أعماله المسرحية، كشف زياد عن الوجه الآخر للبنان: لبنان المهمّشين، المنسيين، الحالمين، والساخرين من واقعٍ لا يُطاق. لم يكن يكتب نصوصاً، بل يعيد تشكيل الوعي الشعبي. شخصياته ليست رموزاً، بل كائنات نابضة بالحب والوجع، تتكلّم بلسان الناس وتصرخ بوجعهم".وتابع: "كذلك، أعاد زياد تعريف الأغنية اللبنانية، فمزج بين الجاز، والكلاسيك، والموسيقى الشرقية، ليخلق صوتاً لا يشبه إلا نفسه. كتب ولحّن وغنّى بصوته المتعب، الصادق، الذي لا يطلب الإعجاب بل يفرض الاحترام. كانت موسيقاه حواراً داخلياً مع الوطن، مع الذات، ومع الآخر، حيث تتداخل النغمة مع الفكرة، واللحن مع الموقف"وأردف المجلس: "أمّا في تراتيله، فلم يكن زياد مجرّد ملحّن، بل متأمّلٌ في سرّ الإيمان، وفي جمالية الصلاة كفعلٍ إنساني. منح الترتيل بعداً فنياً وفلسفياً، إذ تتداخل القداسة مع البساطة، والعمق مع الحميمية. كانت تراتيله جسراً بين الأرض والسماء، بين الإنسان والله، بموسيقى لا تعرف التكلّف ولا التصنّع".وقال: "في بلدة عجلتون، حيث تتعانق الطبيعة مع التاريخ، والروحانية مع الفن، لطالما وجدنا في أعمال زياد الرحباني صدىً لما نحمله من قيمٍ ثقافية وإنسانية. هنا، حيث ترتفع الكنائس القديمة وتُقام الأمسيات الشعرية والموسيقية، نسمع في تراتيله نَفَساً يشبه صلواتنا، ونرى في مسرحه مرآةً لقلقنا وأحلامنا. لقد كان زياد، وإن لم يسكن عجلتون، ساكنا وجدانها".وتقدّم المجلس "في هذا المصاب الجلل، بأحرّ التعازي من السيدة فيروز، الأم والمُلهمة، ومن عائلة الرحباني الكريمة، ومن كل من أحبّ زياد واعتبره جزءاً من وجدانه. نعزّي أنفسنا، ونعزّي لبنان، الذي فقد أحد أصدق أصواته، وأكثرهم جرأةً وصدقاً وعمقاً".وختم: "رحل زياد، لكن أثره باقٍ فينا. في كل مسرحية نعيد مشاهدتها، في كل أغنية نهمس بها، في كل صلاةٍ نرتّلها على طريقته. لقد علّمنا أن الفن ليس ترفًا، بل ضرورةٌ للوعي، وللحرية، وللحب. فليرقد بسلام، وليبقَ حيّاً في ذاكرة الوطن، وفي وجدان كل من آمن أن الكلمة يمكن أن تغيّر العالم".