Search Icon

الراعي لرئيس الجمهورية في يوبيل الرهبانية الانطونية 325: نصلّي معكم لبسط سيادة الدولة واحلال السلام على كل الأرض اللبنانية

منذ ساعة

سياسة

الراعي لرئيس الجمهورية في يوبيل الرهبانية الانطونية 325: نصلّي معكم لبسط سيادة الدولة واحلال السلام على كل الأرض اللبنانية

الأحداث – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي   قداس اليوبيل الـ325 للرهبانية الانطونية المارونية في دير مار أشعيا – المتن،

عاونه في القداس ،  السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الاباتي جوزف بو رعد ولفيف من الكهنة بمشاركة اساقفة وكهنة ورهبان وراهبات. 

حضر القداس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته السيدة نعمت عون، الوزيران ميشال منسى وبول مرقص والنواب  ابراهيم كنعان، الياس حنكش، وسليم عون وعدد من السفراء والشخصيات السياسية والاحتماعية وحشد من المؤمنين. 

العظة

وبعد الانجيل المقدس ، ألقى  البطريرك الراعي عظة بعنوان:" تعظم نفسي الرب .... لأن القدير صنع بي عظائم " (لو 1: 46 و49).

وقال فيها:"1. إن حضوركم اليوم في احتفالين كبيرين: عيد انتقال أمنا مريم العذراء، بنفسها وجسدها إلى السماء، وعيد احتفال الرهبانية الأنطونية المارونية الجليلة بيوبيل مرور 325 سنة على تأسيسها، إنّما يضفي على المناسبتين رونقاً خاصًا مزدوجًا: الرونق الأول ايمانكم الثابت بعقيدة الإنتقال الايمانية التي أعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1954. والرونق الثاني الشكر للعناية الإلهية التي رافقت الرهبانية الأنطونية بتقدّم مستمر، وتقديس للذات، واعلان لكلام الله، مع الصلوات والآلام والشهداء، أسوةً بسواها من الرهبانيّات التي تغني كنائسنا في لبنان.

وها وجودكم اليوم على رأس المصلين من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات، ومن أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، وأصحاب المقامات الروحية والمدنية والعسكرية، وفي مقدمتهم سيادة السفير البابوي المطران Paolo Borgia، دليل على ايمانكم وصلاتكم من أجل لبنان في هذا الظرف الدقيق للغاية، ومن أجل اخراجه من المحنة التي تعيشونها مع معاونيكم في الحكم ومع الشعب اللبناني كافة. وانّا نصلّي معكم من أجل بسط سيادة الدولة واحلال سلام دائم وعادل على الأرض اللبنانية بكاملها، وبدء خطة اعادة الإعمار.

وجودكم معنا اليوم تعبير عن وحدة الإيمان، وعمق التعلّق بالعذراء مريم، التي لا يزال وطننا وشعبنا بحمايتها، وهي ترافق مسيرتنا بالصلاة والنعمة.

2. "تعظم نفسي الرب .... لأن القدير صنع بي عظائم"(لو 1: 46 و49).

عظائم الله لمريم تجد اكتمالها في عيد انتقال مريم بنفسها وجسدها إلى السماء الذي نحتفل به اليوم.

أولى العظائم، عصمة مريم من الخطيئة الأصلية، الموروثة من أبوينا الأوّلين، فمنذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى أمها القديسة حنة زوجة البار يواكيم، تدخل الله وعصمها من هذه الخطيئة، لتكون في تصميمه الإلهي أماً نقيّة ممتلئة نعمة للمسيح فادي الإنسان ومخلص العالم. هذه العقيدة الإيمانية أعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأول 1854.

ثاني العظائم، بتولية مريم الدائمة. فقد أصبحت أماً للكلمة المتجسد بقوة الروح القدس، من دون زرع بشري فكانت عذراء قبل الميلاد وفيه وبعده، وتمّت نبوءة اشعيا: "ها العذراء تحبل وتلد ابناً اسمه عمانوئيل" (متى 1:23).

ثالث العظائم، امومتها لابن الله المتجسّد. وهذه عقيدة ايمانية اعلنها مجمع أفسس سنة 431: بقوله إن مريم هي والدة الإله في الزمن.

رابع العظائم، شريكة الفداء. فبايمانها الصامد وصلت مع ابنها الفادي الإلهي حتى الصليب، متألمة معه بصبر وصمت، لكي يتحقق كل تدبير الله الخلاصي (الدستور العقائدي في الكنيسة، 58).

خامس العظائم: أمومة مريم للكنيسة أعلنها القدّيس البابا بولس السادس أثناء المجمع الفاتيكاني الثاني.

تتويج هذه العظائم، انتقال العذراء بنفسها وجسدها إلى مجد السماء. هي عقيدة ايمانية أعلنها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1954، بهذه الكلمات: "تتويجاً رفيعاً لانعاماتها، شاء الله ان ينقلها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء الأسمى، حيث تتلألأ ملكة عن يمين ابنها الملك الذي لا يموت إلى دهر الدهور" (براءة اعلان العقيدة: الدستور الرسولي: "الله العجيب جدًا").

3. ونحتفل اليوم بيوبيل 325 سنة لتأسيس الرهبانية الأنطونية المارونية الجليلة. ففي 15 آب 1700 بدأت الرهبانية مسيرتها ببركة البطريرك جبرائيل الثاني البلوزاني، مع ثلاثة رهبان صعدوا من دير طاميش إلى تلة مار اشعيا- برمانا وأسسوا هنا بذار الحياة الرهبانية.

فإنّا نهنّئ الرهبانية بيوبيلها، بشخص قدس الرئيس العام الأباتي جوزيف بورعد، والآباء المدبّرين، وسائر أبناء الرهبانية، المئة والخمسين، العاملين في أكثر من ثلاثين ديراً في لبنان وبلدان الإنتشار، ويديرون اثنتي عشرة مدرسة وجامعة، وميتماً للأطفال المتروكين، وسواها من النشاطات الروحية والراعوية والإجتماعية والإنسانية والثقافية والموسيقية.

وللرهبانية نشاط مرموق على صعيد الرسالات في بلدان الإنتشار، مثل روما، وفرنسا، وبلجيكا، وسويسرا، وكندا، وأستراليا وسوريا، وسلطنة عمان.

4. يتزامن يوبيل تأسيس الرهبانية الأنطونية مع يوبيل الكنيسة الكبيرة الذي أعلنه السعيد الذكر البابا فرنسيس بموضوع :"الرجاء لا يخيب" (روم 5: 5). والرهبانية اختارت ليوبيلها شعار: "فرحون بالرجاء" (روم 12:12).

عرف تاريخ الرهبانية التهجير والمجاعات والمجازر، لكن أديارها ظلّت أديار رجاء، وخدمة وصلاة. ولها شهداء سقطوا من دير مار روكز إلى جزين وعجلتون، حتى الأبوين البير شرفان وسليمان أبي خليل اللذين خطفا من دير القلعة، ولا يزال مصيرهما مجهولاً.

لكن الرهبانية تسير إلى الأمام بالصلاة والتقشّف والنسك. وفيها اليوم ثلاثة حبساء، يجسّدون بأجسادهم على الأرض، وبقلوبهم في السماء، المعنى الأعمق للتفرّغ الكامل لله، شباب نذروا النسك ليكونوا ملحاً يقدّس العالم بالوحدة والصمت والصلاة. 

في كلّ هذه الحالات، سارت الرهبانية وتسير بروحانية القديس أنطونيوس الكبير، ومار اشعيا، وتشع بنور الإيمان والمحبة والخدمة، نورٍ عمره 325 سنة ولن ينطفئ.

5. من أمام أمنا العذراء مريم، التي صنع فيها الله العظائم، نرفع انظارنا إلى لبنان الجريح والمتألم، لكنه الغني بنعمة الله التي تصنع فيه العظائم، لأنه وطن الرسالة والدعوة، وطن القداسة والشهادة، وطن الشركة والتنوع، أرض أرادها الله منارة في هذا الشرق. نصلّي كي يجعلنا الله ارادة وطنية صادقة، وجهداً مستمراً للخروج من عقلية المحاصصة والتعطيل والإنغلاق، نحو فكر وطني جامع، يبني ولا يهدم، يوحّد ولا يفرّق.

فنرفع نشيد المجد لله، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

الاباتي بو رعد

وغي ختام القداس، ألقى الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الاباتي جوزف بو رعد كلمة أبرز ما قال فيها:": عَهْدُنا لَكَ يا صاحِبَ الفَخامَةِ وَلِدَوْلَتِنا بِأَنْ نَكونَ مُواطِنِينَ صالِحِينَ، بَل وَرُسُلَ المـُواطَنَةِ الجامِعَةِ وَأَصدَقَ المـُبَشِّرِينَ بِها. عَهْدُنا أَنْ نَكونَ المِثالَ وَالقُدوَةَ فِي الدِّفاعِ عَنِ الخَيْرِ العامِّ، فَلا خَيْرَ لَنا سِواهُ. سَقْفُنا القانُونُ، وَبِهِ نَلتَزِمُ دُونَ مُوارَبَةٍ أَوِ اسْتِكبارٍ. نَقومُ بِواجِباتِنا قَبلَ أَنْ نُطالِبَ بِحُقوقِنا، وَما لَنا مِن حُقوقٍ إِلّا تِلكَ الَّتي تَخُصُّ مَن تَكَرَّسْنا لِخِدمَتِهِم. عَهْدُنا أَنْ نُؤازِرَكُم فِي وَرشَةِ البِناءِ وَالإِصلاحِ وَالتَّطوِيرِ".

وبعدها تم تقديم بركات بابوية الى الكهنة اللذين احتفلوا بيوبيلهم الفضي والذهبي.

بعدها تم تقديم لوحة عليها قوانين الرهبانية الانطونية الى البطريرك الراعي ، والى رئيس الجمهورية وعقيلته مجسم للمسيح القائم من الموت ، من تصميم ونحت الفنان رودي رحمه.