Search Icon

"أمل" ترسم خطوطًا حمراء لـ "الحزب"

منذ 4 ساعات

من الصحف

أمل ترسم خطوطًا حمراء لـ الحزب

الاحداث - كتب ألان سركيس في صحيفة نداء الوطن يقول:"دخل اعتراض وزراء "حزب اللّه" وحركة "أمل" على قرارات الحكومة بحصر السلاح مرحلة المراقبة. ردّ الفعل القويّ المنتظر لم يحصل بعد وربّما لن يحصل. وما كان منتظرًا من تكرار سيناريو 7 أيار ذهب في خبر كان، وظهر "الحزب" بقوّته الحقيقية.

شكّلت حادثة انفجار مخزن الذخيرة لـ "حزب اللّه" بالجيش في صور صدمة للمجتمع اللبناني. وفي انتظار ظهور نتائج التحقيق، يوجّه البعض أصابع الاتهام باتجاه "الحزب"، لكن لا شيء رسميّ، والجميع في انتظار انتهاء التحقيق لأنّ رمي الاتهامات في هذه الأجواء المشحونة قد يوتّر الوضع أكثر.

واللافت، اقتصار حراك "حزب اللّه" في الشارع على بعض الدرّاجات النارية وحبسه في الضاحية نوعًا ما وبعض قرى الجنوب والبقاع، ويظهر "الحزب" بمظهر الفاقد القوّة والسيطرة على الأرض. ويتذكّر الجميع كيف كان الأمين العام لـ "الحزب" يعطّل البلد لأشهر بمجرّد أن يومئ بإصبعه لتحقيق مطالبه. 

وعلى الرغم من تأكيد الأخبار أنّ من يقوم بالحراك في الشارع هما "حزب اللّه" وحركة "أمل"، إلّا أنّ المراقب يلاحظ طغيان أعلام "الحزب" وحضور أعداد قليلة وبخجل من أعلام "الحركة" ومن باب الواجب.

وتبعث السلطة السياسية رسائل مهمّة في الاتجاهات كافة، أولاها وجود حزم في القرار السياسي، فبعدما كان محظرًا مناقشة موضوع سلاح "حزب اللّه" في مجلس الوزراء، بات اليوم اتخاذ الحكومة قرارًا بحصر السلاح، خطوة تاريخية انتظرها الشعب منذ نحو 35 عامًا.

أما الرسالة الثانية من السلطة، فهي وجود قرار سياسي يغطي الجيش والأجهزة الأمنية. في السابق كانت السلطة السياسية متخاذلة، لا بل متواطئة مع "الحزب"، أما اليوم فقد دخل لبنان مرحلة جديدة عنوانها استعادة الدولة سيادتها.

ويدخل رئيس مجلس النواب نبيه برّي في صلب اللعبة اللبنانية، وهو الفاهم الأكبر لاتجاه الأمور والمخاطر المحدقة بالطائفة الشيعية والوطن بشكل عام. ويُصنّف برّي كأكثر القارئين لمجرى الأحداث في المنطقة من فلسطين إلى سوريا مرورًا بالعراق واليمن وصولًا إلى إيران.

ويلعب برّي في الفترة الأخيرة دور الإطفائي داخل طائفته، فمن جهة لا يستطيع مواجهة العصب الشيعي المطالب بعدم تسليم السلاح، لكن من جهة أخرى لا يمكن الاستمرار بأخذ الطائفة الشيعية إلى الانتحار ومعها البلد، لذلك لا يمكن إلّا تغليب لغة العقل.

ووسط غياب وزير المال ياسين جابر المحسوب على الرئيس برّي عن جلسات مجلس الوزراء، تمّ اتخاذ القرارات التاريخية بحصر السلاح وإقرار الورقة الأميركية. ويعرف برّي أنّ البديل عن تطبيق هذه القرارات هو عودة الحرب وتهجير الطائفة الشيعية وتدمير ما تبقّى من مناطق.

يتضامن برّي بشكل كبير مع "حزب اللّه"، يعترض معه على قرارات الحكومة، وينسحب من الجلسة احتجاجًا، يتظاهر عدد قليل من مناصري "أمل" ويركب ركب درجات "الحزب"، لكنّ حدود الاعتراض مضبوطة. وفي السياق، علمت "نداء الوطن" أن الرئيس برّي وحركة "أمل" في أجواء الاعتراض الذي يحصل، لكنّ هناك خطوطًا حمراء رسمها برّي ولا يمكن تجاوزها ويحاول تطبيقها مع "الحزب".

ويتمثّل الخط الأحمر الأوّل بمنع الفتنة، فالرئيس برّي لا يريد الانجرار وراء غريزة الشارع، لذلك هناك حرص من قيادات حركة "أمل" على إبقاء الاحتجاجات داخل المناطق الشيعية وعدم خرقها خطوط التماس القديمة، وخصوصًا منع خلق فتنة مذهبية وطائفية سواء مع المكوّن المسيحي أو السني أو الدرزي، فالجسم الشيعي لا يحتمل أيّ إشكال من هذا النوع.

ويعتبر منع الصدام مع الجيش اللبناني، خطًّا أحمر ثانيًا رسمه برّي وحركة "أمل"، فأيّ صدام من هذا النوع سيجعل الجميع في الداخل والخارج يتضامن مع الجيش ضد التصرّفات الغوغائيّة، لذلك نرى هروب "الموتوسيكلات" عندما يتقدّم عناصر الجيش وخصوصًا على طريق المطار.

يحاول برّي عقلنة "حزب اللّه"، ويعرف موازين القوى جيّدًا، لذلك يعارض أي خطوة للانسحاب من الحكومة أو مجلس النواب، ويعتبر الوجود داخل المؤسسات أكبر ضامن للطائفة الشيعية، وتكرار تجربة المقاطعة المسيحية التي حصلت عام 1992 وما لحقها ستكون نتائجها كارثية على الشيعة.